الخرطوم تنتفض بعد العنف: العاصمة تبدأ رحلة التعافي
بعد شهور من القصف العشوائي والنهب والاعتداء على المدنيين، بدأت الخرطوم تشهد أولى بوادر التعافي، عقب انسحاب ميليشيا الدعم السريع من العاصمة. خطوة فتحت الطريق أمام السلطات والمجتمعات المحلية للشروع في جهود الإعمار.
والي الخرطوم أكد أن التركيز الحالي ينصب على تأمين الخدمات الأساسية: الغذاء، الماء، والكهرباء، إضافة إلى إعادة فتح المدارس والمستشفيات لضمان عودة الحياة الطبيعية تدريجيًا.
الدمار الذي خلفته الميليشيا كان هائلًا، فقد شمل الأحياء السكنية ومرافق عامة كاملة، كما وثقت منظمات حقوقية دولية جرائم اختطاف وتعذيب واستغلال الأطفال والنساء كدروع بشرية، في حملة ممنهجة لإفراغ العاصمة وفرض السيطرة بالقوة.
جهود الإعمار بدأت في المناطق الأكثر تضررًا بشرق ووسط الخرطوم، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين والضحايا لمساعدتهم على العودة لحياتهم الطبيعية.
ورغم هذه الخطوات، يبقى الوضع هشًا، فالميليشيات لا تزال تشكل تهديدًا في ولايات دارفور وكردفان، مع خطوط دعم خارجية تعمل على تعزيز قوتها.
المراقبون يؤكدون أن المرحلة المقبلة تتطلب ضبط الأمن، إصلاح المؤسسات، ومحاسبة كل من تورط في الجرائم لضمان عدم تكرار الانتهاكات، فيما تشدد السلطات على أن التعافي لا يقتصر على البنية التحتية فقط، بل يشمل إعادة الثقة بين المجتمع والدولة، وإرساء العدالة والحماية الكاملة لجميع المواطنين.
العاصمة تواجه أيضًا تحديات اقتصادية كبيرة بعد انهيار الأسواق وتضرر النشاط التجاري، مما يجعل الدعم المركزي والمحلي ضرورة عاجلة لتسريع رحلة التعافي.
